هل كتب سفر الرؤيا في وقت حكم نيرون أم دومتيان؟

عندما نتحدث عن الإطار التاريخي لسفر الرؤيا، فإن الإجابة السهلة هي أنه كُتب في القرن الأول. القرن الأول هو السياق التاريخي. وهذا أمر مهم جداً، لأنه في الكثير من الأحيان يحاول الناس جعل القرن الحادي والعشرون السياق التاريخي للسفر، فيحاولون أن يجدوا أشياء من أخبار اليوم في سفر الرؤيا. ويجب أن نكون حذرين بشأن هذا الأمر. فقد كان هذا السفر مفهوماً لشعب القرن الأول، لأن هذا هو سياقه التاريخي. إذاً، فسياقه هو الصراع بين المسيحية واليهودية في القرن الأول من الناحية، والمسيحية والامبراطورية الرومانية، وخصوصاً سياق عبادة الإمبراطور في القرن الأول من الناحية الأخرى. هذا الأمر هام جداً من أجل الوصول للفهم الصحيح، أي أن سياق السفر هو في القرن الأول. أما سؤال متى في القرن الأول فهو أمر أخر. ويوجد تاريخان أساسيان تم اقتراحهما لسفر الرؤيا. التاريخ التقليدي، وهو في الغالب ما يؤمن به أغلبية اللاهوتيون، هو أنه في أواخر القرن الأول، في التسعينات منه، وقت حكم الإمبراطور دومتيان، والاضطهاد الذي كانت الكنيسة تواجهه تحت حكم الإمبراطور الروماني دومتيان. التاريخ الآخر مبكر عن هذا التاريخ بشكل ملحوظ، في منتصف الستينات من ذلك القرن، والاضطهاد تحت حكم نيرون. حتى أن البعض اقترح أيضاً أن "666"، وهو رقم الوحش في سفر الرؤيا، هو لغة مشفرة ترمز لاسم نيرون، وهذا أحد الأسباب التي تجعل البعض يضع السفر في هذا السياق، أو بعد ملك الإمبراطور نيرون بوقت قصير. فهذان هما التاريخان الأساسيان اللذان يتمسك بهما معظم اللاهوتيون فيما يختص بسفر الرؤيا.